-A +A
عماد عبدالمقصود (القاهرة)
تحقق نيابة الرمل في الاسكندرية في واقعة غريبة من نوعها حيث باعت بائعة خضار ابنها الى سيدة تعمل خياطة مقابل 5 آلاف جنيه. وكشفت التحقيقات التي اجراها وكيل نيابة الرمل ان السيدة الخياطة كانت تعتزم اعطاء الطفل لسيدة مصرية متزوجة من ثري عربي. التفاصيل الدرامية لهذه الوقائع السينمائية جسدتها مشاهد متتابعة بدأت من دولة الامارات العربية المتحدة حيث اتصلت سيدة مصرية في العقد الخامس من عمرها ومتزوجة من ثرى اماراتي بصديقتها (الخياطة) في القاهرة وطلبت منها البحث عن طفل لا يتجاوز عمره عاما واحدا وابلغتها بأنها على استعداد لدفع اي مبلغ تطلبه مقابل هذا الطفل مع شهادة ميلاد باسمها واسم زوجها رجل الاعمال الاماراتي والذي اخبرته (كذباً) انها وضعت مولودها في القاهرة اثناء زيارتها الاخيرة لها وتوسلت للخياطة بكتمان السر حتى لا يفتضح امرها. اما المشهد الثاني فقد ظهرت فيه الصديقة (الخياطة) تقف مع بائعة خضار داخل سوق عزبة دنا بمحافظة الاسكندرية والى جوارهما الطفل عمر ويلعب ولا يبالي بمصيره الذي يتم التخطيط له حيث اتفقت (الخياطة) وهي صديقة زوجة الثرى الاماراتي مع ام الطفل بائعة الخضار على شراء ابنها مقابل 5 آلاف جنيه دفعتها لها نقداً وحملت الطفل وانصرفت لتدخل احدى الشقق في منطقة الرمل بالاسكندرية.

لكي تعرضه على زوجة رجل الاعمال الاماراتي والتي وصلت لإنجاز هذه المهمة.

ابتسمت السيدة ابتسامة النصر لدى مشاهدتها الطفل لكن سرعان ما تبددت فرحتها عندما اكتشفت ان الطفل يبلغ من العمر عامين وليس عاماً واحداً كما هو متفق عليه لكن صديقتها (الخياطة) طمأنتها واقسمت لها بأنه لن تمر 4 ايام الا وسيكون الطفل المطلوب في شقتها.

الخياطة التي اسقط في يدها تركت الطفل في احد شوارع منطقة الرمل هائماً على وجهه حتى عثر عليه احد المواطنين وسلمه الى الشرطة التي شرعت في البحث عن ذوي الطفل لتسليمه لهم.

في محطة السكة الحديد بالاسكندرية اقتربت الخياطة من احدى البائعات على الرصيف وأخبرتها بحاجة صديقتها زوجة الثرى الاماراتي لشراء طفل بأي مبلغ على ان لا يتجاوز عمره سنة واحدة ... وغادرتها بعد أن تركت لها رقم هاتفها طالبة منها الاتصال اذا عثرت على سيدة ترغب في بيع طفلها.

بائعة المحطة ابلغت المباحث بتفاصيل ما دار بينها وصديقه زوجة رجل الاعمال الخليجي فطلب منها ضابط المباحث ان تتصل بالخياطة وتبلغها انها عثرت على طفل وتحددلها ميعاداً لاستلامه وعند حضورها قام رجال المباحث بالقبض عليها لتعترف بتفاصيل جريمتها السابقة.

وتعود تفاصيل هذه القصة الواقعية جداً .. الاقرب الى الخيال الى ان نجاة 40 سنة والتي تربطها علاقة صداقة قوية مع صبرية . هـ. 52سنة المتزوجة من رجل اعمال امارتي ... اقنعت صبرية زوجها بأنها انجبت طفلاً اثناء وجودها في اجازة الصيف بمدينة الاسكندرية واتفقت مع نجاة على استخراج شهادة ميلاد للطفل الوهمي من مستشفى خاص مقابل 100 جنيه وسافرت صبرية الى الامارات حيث ابلغت زوجها بانها تركت المولود في الاسكندرية ثم اتصلت بنجاة لتطلب منها البحث عن طفل عمره حوالي عام لتقديمه الى زوجها باعتباره طفلها واتفقت نجاة مع بائعة خضار في سوق عزبة دنا، تدعى نسمة عاطف محمد، واتفقت معهاعلى شراء طفلها عمرو واعطته لصبرية التي رفضته لأن عمره حوالى عامين. واضطرت نجاة الى البحث عن طفل جديد، فطلبت مساعدة سيدة تعمل في محطة مصر، لكنها ابلغت عنها الشرطة التي قبضت عليها وشقيقها ابراهيم ووجهت اليهما النيابة تهمة التزوير في اوراق رسمية وتعريض حياة طفل للخطر. وامرت النيابة بسرعة ضبط نسمة والدة الطفل عمرو، لسؤالها عن الواقعة، واستعجال تحريات المباحث.